للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التي هي ضلوع الصدر، ولوقوعهن على الأرض معًا، يمسهن التراب في وقت واحد.

قال في «كشف الأسرار»: لدات مستويات في السن، لا عجوز فيهن، ولا صبية، وقال بعضهم: لدات لأزواجهن؛ أي: هن في سن أزواجهن لا أصغر ولا أكبر، وفيه أن رغبة الرجل فيمن هي دونه في السن أتم، وأنه كان التحاب بين الأقران أرسخ، فلا يكون كونهن لدات لأزواجهن صفة مدح في حقهن.

وفي الخبر الصحيح: «يدخل أهل الجنة الجنة، جردًا مردًا، مكهلين أبناء ثلاث وثلاثين سنة، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من ورائها».

والمعنى: أي وعندهم نساء ذوات خفر، قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن، وهن متساويات في السن والجمال، يحب بعضهن بعضا. وفي ذلك راحة عظيمة للأزواج، إذ في تباغض الضرائر النصب، والتعب والهم الكثير للزوج، ولهن.

٥٣ - وتقول لهم الملائكة: {هذا} المذكور من الثواب والنعيم {ما تُوعَدُونَ} به أيها المتقون في الدنيا على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. {لِيَوْمِ الْحِسابِ}؛ أي: لأجل وقوع يوم الحساب، وهو يوم القيامة؛ أي: لأجل وقوع الحساب والجزاء في يوم القيامة، فإن الحساب علة للوصول إلى الجزاء. وقال بعضهم: ويحتمل أن يكون التقدير: هذا ما توعدون بوقوعه في يوم الحساب والجزاء، واللام بمعنى: في الظرفية.

وقرأ الجمهور (١): {ما تُوعَدُونَ} بتاء الخطاب التفاتًا. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن محيصن، ويعقوب {ما يوعدون} بياء الغيبة، إذ قبله {وَعِنْدَهُمْ} واختار هذه القراءة أبو عبيدة، وأبو حاتم لقوله: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ}، فإنه خبر.


(١) الشوكاني.