للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ليسَ في الآخر، وسيأتي في السور التالية بسياق آخر، وقد جاء في بعض الروايات، أنَّ هودًا أوَّلَ مَنْ تكلم بالعربية، فهو أول رسول عربيٍ من ذرية نوح، وآخِرُ رسول هو محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، وهو عربي أيضًا.

قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ...} الآية، مناسبتُها لما قبلها: لَمَّا ذَكَرَ تبليغَ هود عليه السلام قومَه دعوةَ ربه .. ذَكَر هنا رَدَّ قومه لتلك الدعوة في جحودهم للبينة، ثم إنذاره لهم.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا ...} الآية، مناسبتها لما قبلها: لما ذكر سبحانه وتعالى إصرارَ قوم هود على العنادِ، والعتو وتكذيب هود فيما جاء به من الآيات ... ذكَرَ هنا عاقبةَ أمْرِه وأمْرِهِم، وأنه تعالى أصابَه برحمة مِن لدنه، وأنْزلَ بهم العذابَ الغليظَ كِفاءَ كفرِهم بآياتِه وعصيان رسله.

قولُه تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ...} الآيات، جاء هذا القصص في بيان دعوة صالح لقومه ثمود وردِّهم لها بعد احتجاجه عليهم، وصالحُ هو الرسول الثاني من العرب، ومساكن قبيلته - الحجر - وهي بين الحجاز والشام، وسيأتي ذِكْرُ قصصهم في سورة الشعراء، والنمل، والقمر، والحجر، وغيرها، وفي كل منها من الموعظة والعبرة ما لا يُغني عنه غيره.

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ ...} الآيات، مناسبتُها لِمَا قبلها: أنه تعالى لَمَّا ذَكَر أن قومه قالوا له: إننا لفي شك مما تدعونَا إليه، وسألُوه الآية على ما دعاهم إليه .. ذَكر هنا أنه قال لهم: إنَّ آيتَه على رسالته هي الناقة، وأنَّ مَنْ يَمَسُّها بسوء يُصيبه عذابٌ أليم.

التفسير وأوجه القراءة

٥٠ - قوله: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} معطوف على {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا}؛ أي: وأرسلنا إلى عاد الأُولى أخاهم في النسب، والوَطنِ لا في الدين. هودًا أي واحدًا منهم يسمى هودًا، وقوم عاد كانوا عبدة أوثان، وقيل: هم عاد الأُولى وعاد الأخرى، فهؤلاء عاد الأولى، وعادُ الأخرى هم: شدادٌ ولقمانُ وقومُهما