للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الوجوب، وهو الوقت؛ لأنه كما أنه شرط لأداء الصلاة، فهو سبب لوجوبها، فلا تجب بدونه على ما تقرر في الأصول، وكذلك لا تجبان على أهالي بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس، فيسقط عنهم ما لا يجدون وقته، كما أن رجلًا إذا قطع يداه مع المرفقين أو رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث، لفوات محل الرابع، كذا في كتب الفقه.

٧٤ - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} منصوب بـ {اذكر} أي (١): واذكر يا محمد لقومك يوم ينادي الله سبحانه وتعالى المشركين {فَيَقُولُ} توبيخًا لهم {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} أنهم شركاء لي، كرر التقريع والتوبيخ لهم على اتخاذ الشركاء، للإشعار بأنه لا شيء أجلب لغضب الله سبحانه من الإشراك، كما لا شيء أدخل في مرضاة الله تعالى من توحيده، ولاختلاف الحالتين؛ لأنهم ينادون مرة فيدعون الأصنام، وينادون أخرى فيسكتون.

٧٥ - وقوله: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} عطف على ينادي، وجاء بصيغة الماضي للدلالة على التحقق؛ أي: وأخرجنا من كل أمة من الأمم شهيدًا عليهم بما كانوا عليه من الخير والشر، قال مجاهد: هم الأنبياء، وقيل: المراد بالشهيد: العدول من كل أمة، وذلك أنه سبحانه لم يخل عصرًا من الأعصار عن عدول يرجع إليهم في أمر الدين، ويكونون حجة على الناس يدعونهم إلى الدين، فيشهدون على الناس بما عملوا من العصيان. والأول أولى.

والمعنى (٢): أي وأحضرنا من كل أمة شهيدها، وهو نبيها الذي يشهد عليها

بما أجابته أمته فيما أتاهم به عن الله برسالته. ونحو الآية قوله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)} وهذا في موقف من مواقف القيامة، وفي موقف آخر يكون الشهداء هم الملائكة، كما قال تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ}.

ثم بين ما يطلب منهم بعد هذه الشهادة، فقال: {فَقُلْنَا} لكل من الأمم


(١) روح الببان.
(٢) المراغي.