للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النار تسعة عشر من الملائكة هم خزنتها، وقيل: تسعة عشر صنفًا من أصناف الملائكة، وقيل: تسعة عشر صفًّا من صفوفهم، وقيل: تسعة عشر نقيبًا مع كلّ نقيب جماعة من الملائكة، والأول أولى. قال الثعلبيّ: ولا ينكر هذا، فإذا كان ملك واحد يقبض أرواح جميع الخلائق كان أحرى أن يكونوا تسعة عشر على عذاب بعض الخلق.

وقرأ الجمهور (١): {تِسْعَةَ عَشَرَ} مبنيّين على الفتح على مشهور اللغة في هذا العدد. وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وطلحة بن سليمان بإسكان الشين من {عَشْرَ}، كراهة توالي الحركات. وقرأ الجمهور بفتحها. وقرأ أنس بن مالك، وابن عباس، وابن قطيب، وإبراهيم بن قنّة بضمّ التاء، وهي حركة بناء عدل إليها عن الفتح لتوالي خمس فتحات، ولا يتوهم أنها حركة إعراب؛ لأنّها لو كانت حركة إعراب لأعرب {عشر}. وقرأ أنس أيضًا {تسعةُ} بالضم {أعشرَ} بالفتح. وقال صاحب "اللوامح": فيجوز أنه جمع العشرة على أعثر، ثم أجراه مجرى تسعة عشر. وعنه أيضًا: {تسعة وعشر} بالضم وقلب الهمزة من أعثر واوًا خالصة تخفيفًا والتاء فيهما مضمومة ضمّة بناء؛ لأنها معاقبة للفتحة فرارًا من الجمع بين خمس حركات على جهة واحدة. وعن سليمان بن قنة وهو أخو إبراهيم: أنه قرأ {تسعةُ أعشرٍ} بضم التاء ضمة إعراب، وإضافته إلى أعشرٍ، وأعشرٍ مجرور منون، وذلك على فك التركيب. قال صاحب "اللوامح": ويجيء على هذه القراءة وهي قراءة من قرأ {أعشرَ} مبنيًّا، أو معربًا من حيث هو جمع أن الملائكة الذين هم على النار تسعون ملكًا نتهى. وفيه بعض تلخيص. قال الزمخشري: وقرىء {تسعةُ أعشرٍ} جمع عشير مثل: يمين وأيمن انتهى.

٣١ - ولما نزل قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)} قال أبو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر يخوفكم محمد بتسعة عشر، وأنتم الدهم، أفيعجز كل مئة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار، فقال أبو الأشد وهو رجل من بني جمح: يا معشر قريش إذا كان يوم القيامة، فأنا أمشي بين أيديكم، فادفع عشرة بمنكبي، الأيمن وتسعة بمنكبي الأيسر، ونمضي ندخل الجنة. فأنزل الله


(١) البحر المحيط.