سورة الانفطار مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة النازعات، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)} بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: تسع عشرة آية، وكلماتها: ثمانون كلمة، وحروفها: ثلاث مئة وسبعة وعشرون حرفًا.
مناسبتها لما قبلها: أن الكلام في السابقة في البحث عن أهوال يوم القيامة، وهذه أيضًا، افتتحت بمثل ذلك ليتصل الكلام فيهما اتصال النظير بالنظير، والشبيه بالشبيه، وكلها محكم، فليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
ومما ورد في فضلها: ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من سره أن ينظر إلى القيامة رأي عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} "، ومنه ما أخرجه النسائي عن جابر قال: قام معاذ فصلى العشاء فطول، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفتَّان أنت يا معاذ؟ أين أنت عن سبح اسم ربك الأعلى، والضحى، وإذا السماء انفطرت؟ ". وأصل الحديث في الصحيحين، ولكن بدون ذكر: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)}، وقد تفرد بها النسائي، وسميت بسورة الانفطار: أخذًا من مبدئها، وقد اشتملت هذه السورة على الكلام في البعث، والتذكير بيوم القيامة، وإن النفس تشهد فيه ما عملت، وعلى مناقشة الإنسان في شأن مخالفته لربه، وتماديه في فجوره مع أنه عَزَّ وَجَلَّ صاحب نعم جليلة عليه، وقد جعل له شهودًا عليه أو له، وهم عدول.