للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مع ظهور المعجزات على يديه، فنبهه بذكر أمثال هذه القصص على أنه له أسوة بموسى وسائر الأنبياء عليهم السلام، فإن ما ظهر على يد موسى من المعجزات التي تبهر العقول لم يمنع من تكذيب القبط له، وكفرهم به مع ما شاهدوه في البحر وغيره، وتكذيب بني إسرائيل، فإنهم بعد أن نجوا عبدوا العجل، وقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة؛ ليقتدي بهم في الصبر على عناد قومه، وفي انتظار الفرج والنصر، كما قيل: اصبروا تظفروا كما ظفروا. وفي قوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} بشارة عظيمة لنبينا - صلى الله عليه وسلم - بأن النصر سيكتب له، والظفر سيكون حليفه، كما قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}.

فائدة: وأخرج (١) الفريابي بسنده عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل أضل الطريق، فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ فقال له علماء بني إسرائيل: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقًا أن لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا، فقال لهم موسى: أيكم يدري أين قبره؟ فقالوا: ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل عاشت من العمر نحو سبع مئة سنة، فأرسل إليها موسى، فقال: دلينا على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أن أكون معك في الجنة، فكأنه ثقل عليه ذلك، فقيل له: أعطها حكمها، فأعطاها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء، فقالت لهم: انضبوا عنها الماء، ففعلوا، قالت: احفروا، فحفروا، فاستخرجوا قبر يوسف، فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار.

قصص إبراهيم عليه السلام

٦٩ - قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ}؛ أي: واقرأ يا محمد على مشركي العرب، وأخبر أهل مكة {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} عليه السلام؛ أي: خبره العظيم الشأن، معطوف على العامل في قوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى} وهو (اذكر) المقدر،

٧٠ - وقوله: {إِذْ قَالَ} إبراهيم منصوب بـ {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}؛ أي: واقرأ عليهم خبر إبراهيم الخليل وقصته


(١) الشوكاني.