للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شؤونهم وأغراضهم، وتوحيد جهودهم.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} سيأتي لك إن شاء الله تعالى بيان مناسبتها لما قبلها في محل تفسيرها.

أسباب النزول

قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ...} الآية، قال عبد (١) الرزاق: أنبأنا معمر، عن قتادة قال: كانت اليهود تصلي قِبل المغرب، والنصارى قِبل المشرق، فنزلت: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ...} الآية. وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي العالية مثله. وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البر؛ فأنزل الله هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا}، فدعا الرجل، فتلاها عليه، وكان في ابتداء الإِسلام قبل نزول الفرائض، إذا شهد الرجل أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وصلى إلى أي ناحية كانت، ثم مات على ذلك يرجى له، ويطمع له في خير، فأنزل الله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}، وكانت اليهود توجهت قِبَلَ المغرب، والنصارى قِبَلِ المشرق.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ ...} الآية، أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: إن حيَّين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإِسلام بقليل، وكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبد والنساء، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا، فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العُدد والأموال، فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل بالعبد منا الحرُّ منهم، وبالمرأة منا الرجل منهم؛ فنزل فيهم: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى}.

التفسير وأوجه القراءة

١٧٧ - {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} قرأ حمزة وحفص بنصب


(١) المراغي بتصرف وزيادة.