والكسائي:{بكل سحار} بصيغة المبالغة. وقرأ الباقون:{سَاحِرٍ} بصيغة اسم الفاعل. وقد تقدم الكلام على هذا في الأعراف.
٨٠ - قوله:{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ} معطوف على محذوف، تقديره: فأتوا بالسحرة، فلما جاء السحرة {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ}؛ أي: اطرحوا على الأرض ما معكم من الحبال والعصي؛ أي: قال لهم هذه المقالة بعد أن خيروه بين أن يلقي ما عنده أولًا، أو يلقوا ما عندهم، كما جاء ذلك في سورتي الأعراف وطه، ليظهر الحق ويبطل الباطل
٨١ - {فَلَمَّا أَلْقَوْا} حبالهم وعصيهم السحرية واسترهبوا الناس {قَالَ} لهم {مُوسَى} غير مبالٍ بهم، ولا بما صنعوا {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}؛ أي: إن هذا الذي فعلتم وألقيتموه أمام النظارة هو السحر؛ أي: التمويه الذي يظهر بطلانه، لا ما جئت به من الآيات البينات من عند الله، تعالى. وقد سماه فرعون وملؤه سحرًا. وقرأ أبو عمرو ومجاهد وأصحابه وابن القعقاع وأبو جعفر بهمزة الاستفهام في قوله:{السحر} بإبدال (١) الهمرة الثانية ألفًا، ومدها مدًّا لازمًا، أو بتسهيلها من غير قلب، وعلى كليهما تجب الإمالة في موسى والمعنى: والذي جئتم به، أهو السحر أم لا؟ وهو استفهام على وجه التحقير والتوبيخ. وقرأ باقي السبعة والجمهور، بهمزة الوصل، والتقدير على الاستفهام، أهو السحر أم لا؟ وتكون ما استفهامية منصوبة بـ {جِئْتُمْ} و {السِّحْرُ} خبر مبتدأ محذوف؛ أي: أي شيء جئتم به، أهو السحر أم لا؟ وعلى قراءة همزة الوصل، تكون {مَا} موصولة مبتدأة والخبر {السِّحْرُ}. وقرأ عبد الله والأعمش {ما جئتم به سحر}. وقرأ أبي {ما أتيتم به سحر}. {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {سَيُبْطِلُهُ}؛ أي: سيظهر بطلان ما جئتم به ويمحقه به بما يظهره على يدي، من الآيات المعجزة حتى يظهر للناس أنه صناعة لا آية خارقة للعادة، وحجة واضحة على بطلان حجتي.
ثم علل ما قال، ببيان سنن الله في تنازع الحق والباطل والصلاح والفساد