للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ...} الآية، سبب نزوله (١): ما أخرجه ابن أبي شيبة، وابن مردويه، والبزار، وأبو يعلى عن أبي رافع قال: أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيفاً، فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقاً إلى هلال رجب، فقال: لا، إلا برهن، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض" فلم أخرج من عنده حتى نزل هذه الآية {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ ...} الآية.

التفسير وأوجه القراءة

١١٥ - {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ}؛ أي: وعزتي وجلالي لقد عهدنا إلى آدم أبي البشر، ووصيناه، وأمرناه أن لا يأكل من الشجرة {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: من قبل أكله منها، أو من قبل (٢) هؤلاء الذين تركوا أمري، ونقضوا عهدي بتكذيبك {فَنَسِيَ} عهدنا، وأكل منها {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}؛ أي: تصميمًا على الاحتياط، وحفظًا لما أمر به، وثباتًا عليه، أو صبرًا عن أكل الشجرة، يقال: عهد فلان إلى فلان بعهد؛ أي: ألقى العهد إليه، وأوصاه بحفظه، والعهد: حفظ الشيء ومراعاته حالًا بعد حال، وسمي: الموثق الذي يلزم مراعاته عهدًا، وعهد الله تارةً يكون بما ركزه في عقولنا، وتارةً يكون بما أمرنا به بكتابه وبألسنة رسله، وتارةً بما نلتزمه، وليس بلازم في أصل الشرع، كالنذور وما يجري مجراها.

وآدم أبو البشر - عليه السلام - قيل: سمي بذلك لكون جسده من أديم الأرض، وقيل: لسمرة لونه، يقال: رجل آدم؛ أي: أسمر، وقيل: سمي بذلك لكونه من عناصر مختلفة، وقوىً مفترقة، يقال: جعلت فلانًا أدْمَة أهلي؛ أي: خلطته بهم، وقيل: سمي بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه، وجعل له من العقل والفهم، والرؤية التي فُضل بها على غيره، وذلك من قولهم: الإدام؛ وهو: ما يطيب به الطعام، وقيل: أعجمي وهو الأظهر.


(١) لباب النقول.
(٢) الوجيز.