للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اليوم تذل الوجوه، وتخضع للواحد الديان، وقد خسر هنالك من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره، وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه، وأما المتقون فهم لا يُظلمون، فلا يُزداد في سيئاتهم، ولا يُنقص من حسناتهم.

قوله: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: لما ذكر سبحانه أنه أنزل الآيات المشتملة على الوعيد، المنبئة بما سيحدث من أحوال القيامة وأهوالها .. ذكر هنا أنه أنزل القرآن كله كذلك على نمط واحد، قرآنًا عربيًا، يفهمه العرب، ويقفون على ما فيه من النظم البديع، والأسلوب العجيب، الخارج عن طوق البشر، ثم بيَّن سبحانه نفع هذا القرآن لعباده، وأنه سبحانه موصوف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقص، وأنه يصون رسوله عن السهو والنسيان في أمر الوحي.

أسباب النزول (١)

قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن المنذر، عن ابن جريج قال: قالت قريش: يا محمد، كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ ...} الآية.

قوله تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن السدي، قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل إليه جبريل بالقرآن .. أتعب نفسه في حفظه، حتى يشق على نفسه، فيخاف أن يصعد جبريل ولم يحفظه فأنزل الله سبحانه {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ}) وتقدم له سبب آخر، وهذا أصح.

التفسير وأوجه القراءة

٩٠ - واللام في قوله: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ}: موطئة للقسم، والجملة (٢) مؤكدة لما تضمنته الجملة التي قبلها من الإنكار عليهم، والتوبيخ لهم؛ أي: والله


(١) لباب النقول.
(٢) الشوكاني.