أخرجه ابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس أنَّ رجالًا من الصحابة كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر، أو ليت لنا يومًا كيوم بدر نقاتل فيه المشركين، فنفوز فيه بالشهادة والجنة، أو الحياة والرزق، فأشدهم الله أحدًا، فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم فأنزل الله:{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ...} الآية.
قوله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ...} الآية، أخرج ابن المنذر عن عمر قال: تفرقنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فصعدتُ الجبلَ، فسمعتُ يهود تقول: قتل محمد فقلت: لا أسمع أحدًا يقول: قتل محمد إلا ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس يتراجعون، فنزلت:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ...} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: لما أصابهم يوم أحدٍ ما أصابهم من القرح، وتداعوا نبيَّ الله قالوا: قد قتل فقال أناسٌ: لو كان نبيًّا ما قتل، وقال أناس: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم، أو تلحقوا به، فأنزل الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ...} الآية.
وأخرج البيهقي في "الدلائل" عن ابن أبي نجيح أن رجلًا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار، وهو يتشحط في دمه فقال: أشعرت أن محمدًا قد قتل؟ فقال: إن كان محمدٌ قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم فنزلت.
وأخرج ابن راهويه في مسنده عن الزهري، أن الشيطان صاح يوم أحد: إنَّ محمدًا قد قتل، قال كعب ابن مالك: أنا أول من عرف رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رأيت عينيه من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ...} الآية.
التفسير وأوجه القراء
١٣٣ - {وَسَارِعُوا} قرأ الجمهور بالواو عطفًا تفسيريًّا على وأطيعوا الله كمصاحفهم، فإنها ثابتة في مصاحف مكة والعراق، ومصحف عثمان. وقرأ ابن عامر، ونافع، وأبو جعفر {سَارِعُوا} بدون واو كرسم المصحف الشامي، والمدني، على الاستئناف، كأنَّه قيل: كيف نطيعهما؟ فقيل: سارعوا إلى ما يوجب المغفرة، وهو