للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله (١) تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ ...} الآية، أخرج ابن جرير عن السدي قال: نزلت في الأخنس بن شريق، أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأظهر له الإِسلام، فأعجبه ذلك منه، ثم خرج فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر؛ فأنزل الله الآية.

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ...} أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته، ثم قال: يا معشر قريش، لقد علمتم أني مِنْ أرماكم رجلًا، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم افعلوا ما شئتم منه، وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة، وخليتم سبيلي. قالوا: نعم، فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال: ربح البيع أبا يحيى، ربح أبا يحيى، ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (٢٠٧)}.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ...} الآية.

أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قال عبد الله بن سلام، وثعلبة، وابن يامين، وأَسد وأُسد ابنا كعب، وسعيد بن عمرو، وقيس بن زيد، كلهم من يهود: يا رسول الله، يوم السبت يوم نعظمه، فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله، فدعنا فلنقم بها الليل؛ فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ...} الآية.

التفسير وأوجه القراءة

٢٠٤ - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ ...} إلخ، هذان (٢) قسمان يضمان لقوله


(١) لباب النقول.
(٢) جمل.