للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مع مدخولها فاعله، قال ابن جرير: قال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي يقومه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة للشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من الأهوال في ذلك اليوم.

أخرج النسائي، والحاكم، وجماعة عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: «يجمع الله الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر حفاةً عراةً كما خلقوا قيامًا لا تكلم نفس إلا بإذنه ينادى يا محمد فيقول: لبَّيك وسعديك والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، وبك وإليك، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت» فهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله سبحانه وتعالى.

وروى البخاري عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته .. حلت له شفاعتي».

وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد، ولا فخر وما من نبي يومئذٍ، آدم فمن سواه .. إلا تحت لوائي» الحديث.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي، فهي نائلة منكم إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئًا» متفق عليه.

٨٠ - {وَقُلْ} يا محمد داعيًا ربك {رَبِّ أَدْخِلْنِي} في كل (١) مقام تريد إدخالي فيه في الدنيا وفي الآخرة {مُدْخَلَ صِدْقٍ}؛ أي: إدخالًا صادقًا؛ أي: يستحق الداخل فيه أن يقال له: أنت صادق في قولك وفعلك، {وَأَخْرِجْنِي} من كل ما تخرجني منه {مُخْرَجَ صِدْقٍ}؛ أي: إخراجًا صادقًا؛ أي: يستحق الخارج منه أن يقال له:


(١) المراغي.