للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نفسه، وينال ما يريده، وغير الأسلوب، حيث لم يقل ويلبسون فيها حريرًا للمحافظة على الفواصل؛ لأنه لو قال ما ذكر لكان في آخر الفاصلة الألف في الكتابة، والوقف بخلاف البقية اهـ. شيخنا.

٤ - ٢٤ {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}؛ أي: وأرشدوا إلى القول الطيب، وهو قولهم حين دخول الجنة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} وقيل: هو لا إله إلا الله. وقيل: الحمد لله. وقيل: القرآن. وقيل: هو ما يأتيهم من الله سبحانه، من البشارات، وقد ورد في القرآن، ما يدل على هذا القول. المجمل هنا. وهو قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}.

٥ - {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} وهو إما من إضافة الموصوف إلى صفته؛ أي: أرشدوا إلى الصراط المحمود، وهو طريق الجنة، أو إلى موصوف محذوف، بقيت صفته؛ أي: إلى صراط الله الحميد، أي: المحمود ذاتًا وصفاتًا وأفعالًا، وهو دينه القويم، الذي هو الإسلام، والمعنى على الأول وأرشدوا إلى الطريق الحميد، الذي يجعل أقوالهم وأفعالهم مرضية عند ربهم محمودة لدى معاشريهم وإخوانهم، لما فيها مما يجمل في المعاشرة والاجتماع. وأخر (١) بيان الهداية لرعاية الفواصل.

٢٥ - {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} بالله ورسوله {وَيَصُدُّونَ}؛ أي: ويمنعون الناس {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}؛ أي: عن طاعة الله تعالى، والدخول في دينه عطف (٢) المضارع على الماضي؛ لأن المراد بالمضارع ما مضى من الصد، ومثل هذا قوله سبحانه {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. والمراد بالصد هنا، الاستمرار، لا مجرد الاستقبال؛ أي: وصدوا عن سبيل الله، فصح بذلك عطفه على الماضي، ويجوز أن تكون الواو في {ويصدون} واو الحال؛ أي: كفروا والحال أنهم يصدون، وقيل: الواو زائدة والمضارع خبر {أَن}. والأولى أن يقدر خبر {إن} بعد قوله: {وَالْبَادِ}. {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} عطف على سبيل الله، قيل:


(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.