الفصل الخامس في ما جاء في إعراب القرآن، وتعليمه، والحثّ عليه، وثواب من قرأ القرآن معربا
قال أبو بكر الأنباريّ: جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وعن أصحابه، وتابعيهم - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - من تفصيل إعراب القرآن، والحضّ على تعليمه، وذمّ اللّحن وكراهيته، ما وجب به على قرّاء القرآن، أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلّمه.
من ذلك: ما حدّثنا يحيى بن سليمان، الضبّيّ، قال: حدّثنا محمد يعني: ابن سعيد، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن عبد الله بن سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «أعربوا القرآن، والتمسوا غرائبه». حدّثني أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن الهيثم، قال: حدّثنا آدم يعني: ابن أبي إياس. قال:
حدّثنا أبو الطيب المروزيّ قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«من قرأ القرآن فلم يعربه، وكّل به ملك يكتب له، كما أنزل بكل حرف عشر حسنات فإن أعرب بعضه، وكل به ملكان يكتبان له بكلّ حرف عشرين حسنة، فإن أعربه، وكّل به أربعة أملاك يكتبون له بكلّ حرف سبعين حسنة».