للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أخرى إلى أندر شعيره، فسحت فيه ورقًا حتى امتلأ، وشكر الله خدمة زوجته، فردها إلى شبابها، وجمالها.

قصص: إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع

٤٥ - {وَاذْكُرْ} يا محمد، أو تذكّر {عِبادَنا}؛ أي: صبر عبادنا المخصوصين من أهل العناية {إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ} بن إبراهيم {وَيَعْقُوبَ} بن إسحاق ليكونوا لك قدوة في الصبر، فإبراهيم ألقي في النار فصبر، وإسحاق أضجع للذبح فصبر على قول، ويعقوب ابتلي بفقد ولده وذهاب بصره فصبر. {أُولِي الْأَيْدِي}؛ أي: أصحاب القوى في الأعمال الظاهرة، والأفعال الدينية {وَ} أولي {الْأَبْصارِ}؛ أي: أصحاب الفكر الباطنة والمعارف الإلهية، والأيدي: جمع يد بمعنى: القوة، والتمكن من الأعمال الظاهرة، والأبصار: جمع بصر بمعنى: البصيرة، وهي القوة التي يتمكن بها الإنسان من إدراك المعقولات، والمعنى: أصحاب القوة في الطاعة، والبصيرة في أمور الدين.

وكأن الذين لا يعملون أعمال الآخرة (١)، ولا يجاهدون في الله، ولا يتفكرون أفكار ذوي الديانات، في حكم الزمنى، الذين لا يقدرون على أعمال جوارحهم، والمسلوبي العقول الذين لا استبصار لهم، وفيه تعريض بكل من لم يكن من عمال الله، ولا من المستبصرين في دين الله، وتوبيخ على تركهم المجاهدة، والتأمل مع كونهم متمكنين منهما.

قال ابن عباس رضي الله عنهما (٢): {أُولِي الْأَيْدِي}؛ أي: أولي القوة في طاعة الله تعالى. {وَالْأَبْصارِ}؛ أي: في المعرفة بالله تعالى، وقيل: المراد باليد. أكثر الأعمال، وبالبصر: أقوى الإدراكات، فعبّر بهما عن العمل باليد، وعن الإدراك بالبصر، وللإنسان قوتان عالمية، وعاملية، وأشرف ما يصدر عن القوة


(١) النسفي.
(٢) الخازن.