للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة غافر]

سورة غافر، وتسمى سورة المؤمن وسورة الطول، مكية نزلت بعد الزمر قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة، وقال ابن عباس وقتادة: إلا آيتين نزلتا بالمدينة، وهما قوله: {يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} والتي بعدها، وقال الزجاج: وذكر أن الحواميم كلها نزلت بمكة. وآيها: خمس وثمانون، وقيل: اثنتان وثمانون آية. وكلماتها: ألف ومئة وتسع وتسعون. وحروفها: أربعة آلاف وتسع مئة وستون حرفًا.

الناسخ والمنسوخ فيها: وقال أبو عبد الله محمد بن حزم: سورة المؤمن كلها محكم، غير آيتين:

أولاهما: قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} الآية (٥٥). نسخ الأمر بالصبر بآية السيف.

والآية الثانية: قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} الآية (٧٧)، نسخت أيضًا بآية السيف، انتهى.

تسميتها: سميت سورة غافر؛ لأن الله سبحانه ذكر هذا الوصف الجليل، الذي هو من صفات الله الحسنى في مطلع السورة الكريمة {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} وكرر ذكر المغفرة في دعوة الرجل المؤمن: {وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ}. وتسمى سورة المؤمن لذكر قصة مؤمن آل فرعون فيها.

المناسبة لما قبلها:

١ - أنه (١) ذكر في سابقتها ما يؤول إليه حال الكافر وحال المؤمن، وذكر هنا أنه غافر الذنب؛ ليكون ذلك استدعاءً للكافر إلى الإيمان، والإقلاع عن الكفر.

٢ - أنه ذكر في كل منهما أحوال يوم القيامة، وأحوال الكفار فيه، وهم في


(١) المراغي.