للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٢٧)}.

٢ - أن شعب إسرائيل عظم ملكه حين أقام شريعته بقوة، حتى إذا غلبه الغرور، وظن أن الله ينصره لنسبه، وأنّه شعب الله، ففسق وظلم .. أنزل الله به البلاء، وسلط عليهم البابليين، فأزالوا ملكه، ثم ثاب إلى رشده، فرحمه وأعاد إليه بعض ملكه، ثم ظلم وأفسد، فسلط عليه النصارى، فمزقوه كل ممزق.

٣ - أن المسلمين الذين اتبعوا سننهم، اغتروا بدينهم كما اغتروا واتكلوا على لقب الإسلام ولقب أمة محمد ولم يثوبوا إلى رشدهم، فزالت دولتهم، وذهب ريحهم، وامتلك عدوهم ناصيتهم، وجد في إفساد عقائدهم وأخلاقهم، وإيقاع الشقاق فيما بينهم، وتولى تربيتهم وتعليمهم كما يحب ويهوى، كما يرى ذلك كثيرا في أكثر بلدان المسلمين، خصوصا في الجهات التي دخلها الشيوعيون شرقا وغربا، خاصة في شرقي إفريقيا كالشعوب الأروميا التي استعبدها استعمار الحبوش، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

١٤٦ - {سَأَصْرِفُ} وادفع {عَنْ آياتِيَ} التي جاء بها موسى وغيره من الرسل {الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ}؛ أي: مكر الذين يتكبرون {فِي الْأَرْضِ} حالة كونهم ملتبسين {بِغَيْرِ الْحَقِّ} ويترفعون عن الإيمان بها بإهلاكهم؛ أي: سأزيل (١) الذين يتكبرون في الأرض بالدين الباطل، وأدفعهم عن إبطال آياتي بإهلاكهم على يد موسى، وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون في إبطال ما رآه من الآيات على يد موسى، فلا يقدرون على منع موسى من تبغليها، وعلى منع المؤمنين من الإيمان بها، وقال الشوكاني (٢): سأمنعهم فهم كتابي، وقيل: سأصرفهم عن الإيمان بها، وقيل: سأصرفهم عن نفعها مجازاة على تكبرهم، كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}. وقيل: سأطبع على قلوبهم حتى لا يتفكروا فيها، ولا يعتبروا بها، واختلف في تفسير الآيات فقيل: هي المعجزات، وقيل: الكتب المنزلة، وقيل:

هي خلق السموات والأرض، وصرفهم عنها أن لا يعتبروا بها، ولا مانع من


(١) المراح.
(٢) فتح القدير.