للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مِمَّا كَسَبُوا}؛ أي: لأجل ما عملوا من حجهم ودعائهم، أو بسبب ما كسبوا من أعمالهم الصالحة {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}؛ أي: سريع القبول لدعاء عباده والإجابة لهم وعالم بجملة سؤالات السائلين، أو (١) المعنى: سريع المحاسبة والإحصاء، يحاسب العباد على العبادة على كثرتهم، وكثرة أعمالهم في مقدار لمحة، أو يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب الناس، فبادروا إلى الطاعات واكتساب الحسنات.

وهذا الكلام ذكره في الفريقين تفصيلًا لحال الذاكرين، إلى من لا يطلب بذكر الله تعالى إلا الدنيا، وإلى من يطلب الدارين، والمراد به: الحث على الإكثار من الدعاء والذكر وسائر الطاعات، وطلب الآخرة.

٢٠٣ - {وَاذْكُرُوا اللَّهَ} أيها الحجاج وكذا غيرهم بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل {فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}؛ أي: في أيام معلومات العدد أيام التشريق الثلاثة عند رمي الجمرات، وخلف الصلوات، وعلى الأضاحى والهدايا، سميت معدودات لقلتهن، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر.

روى مسلم عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى، ومن الذكر في هذه الأيام التكبير".

وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يكبّر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، وفي مجلسه، وفي ممشاه في تلك الأيام جميعًا.

{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ}؛ أي: فمن استعجل بالنفر والذهاب من منى في ثاني أيام التشريق قبل الغروب بعد رمي جماره بعد الزوال؛ وهي إحدى وعشرون حصاة يرمي سبعة لكل جمرة يكبر مع كل حصاة، فإن غربت عليه الشمس وهو بمنى .. لزمه المبيت بها؛ ليرمي اليوم الثالث عند الشافعي، وقال أبو حنيفة (٢):


(١) بيضاوي.
(٢) خازن.