١ - {وَالسَّمَاءِ} وهي لغة: كل جرم علوي، فدخل فيه العرش والكرسي، ولكن المراد هنا: ما عداهما من السموات السبع. {ذَاتِ الْبُرُوجِ} أي: صاحبة البروج الاثني عشر، وهي الطرق التي تسير فيها الكواكب السبعة السيارة المجموعة في قول بعضهم:
وفي برج الحمل، حيث تم العشرون منه كان مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزلة البطين عند طلوع الغفر، والبروج: جمع برج، وهو القصر، ثم إنه شبهت بروج السماء بالقصر التي تنزل فيها الأكابر والأشراف؛ لأنها منازل السيارات، ومقر الثوابت.
والمعنى: أقسم بالسماء ذات المنزل والمحال، والطرق التي تسير فيها الكواكب السبعة السيارة. وفي "البيضاوي": يعني: البروج الاثني عشر، شبهت بالقصور؛ لأنها تنزلها السيارات، كما أن القصور ينزلها الأكابر والأشراف، سميت تلك الطرق بروجًا لظهورها؛ لأن أصل معنى البرج: الأمر الظاهر، من التبرج، ثم صار حقيقة في العرف للقصر العالي؛ لظهوره، ويقال: لما ارتفع من سور المدينة برج أيضًا، كما في "الشهاب". وقيل: المراد بالبروج: هي النجوم التي هي منازل القمر، وهي ثمانية وعشرون نجمًا، ينزل القمر كل ليلةٍ في واحد منها، لا يتخطاها ولا يتقصر عنه، وإذا صار القمر إلى آخر منازله .. دق واستقوس، ويستتر ليلتين، إن كان الشهر ثلاثين يومًا، وإن كان تسعة وعشرين، فليلة واحدة، وإطلاق البروج على هذه النجوم مبني على تشبيهها بالقصور من حيث إن القمر ينزل فيها، ولظهورها أيضًا بالنسبة إلى بعض الناس، كالعرب؛ لأن البرج ينبىء عن الظهور مع الاشتمال على المحاسن، يقال: تبرجت المرأة؛ أي: تشبهت بالبرج في إظهار