للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في صدر فلان ضيق وضيق، وهو ما تضيق عنه الصدور.

٧١ - ثم أشار إلى أنهم لم يقصروا إنكارهم على الساعة، بل كان إنكارهم لغيرها من عذاب الله أشد بقوله: {وَيَقُولُونَ}؛ أي: ويقول مشركو قريش المكذبون بما أتيتهم به من عند ربك {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ}؛ أي: متى يكون هذا العذاب الذي تعدنا به {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في إخباركم بإتيانه، والجمع باعتبار شركة المؤمنين في الإخبار بذلك.

٧٢ - ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبهم فقال: {قُلْ} يا محمد لهؤلاء المستعجهلين حلول العذاب {عَسَى أَنْ يَكُونَ}؛ أي: أترجى أن يكون الشأن {رَدِفَ لَكُمْ}؛ أي: تبعكم ولحقكم، وقرب منكم قرب الرديف من مردفه، واللام زائدة {بَعْضُ} العذاب {الَّذِي} حلوله بكم، فحل بهم عذاب يوم بدر، وسائر العذاب لهم مدخر ليوم البعث.

والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء الكفار عسى أن يكون هذا العذاب الذي به توعدون تبعكم ولحقكم، فتكون اللام زائدة للتأكيد، أو بمعنى اقترب لكم ودنا منكم، فتكون غير زائدة، والمراد به ما حل بهم يوم بدر من النكال والوبال، وقيل هو عذاب القبر؛ أي: عسى أن يكون قد قرب ودنا وأزف بعض ذلك.

قال صاحب "الكشاف": عسى ولعل وسوف في وعد الملوك ووعيدهم تدل على صدق الأمر وجده، وما لا مجال للشك بعده، وإنما يعنون بذلك إظهار وقارهم، وأنهم لا يعجلون بالانتقام لإذلالهم بقهرهم وغلبتهم، وتوقعهم أن عدوهم لا يفوتهم، وأن الرمزة إلى الأغراض كافية من جهتهم، وهي كالتصريح من غيرهم، وعلى ذلك جرى وعد الله سبحانه ووعيده اهـ.

وقرأ الجمهور (١): {ردِف} بكسر الدال، وقرأ الأعرج: {ردَف لكم} بفتح الدال، وهي لغة، والكسر أشهر، وقرأ ابن عباس: {أزف لكم}


(١) البحر المحيط.