الحق {أَمِينٌ}؛ أي: مشهور بالأمانة، ثقة عند كل أحد
١٦٣ - {فَاتَّقُوا اللَّهَ}؛ أي: خافوا عقابه على مخالفتي {وَأَطِيعُونِ} ـي فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه، فإن قول المؤتمن معتمد
١٦٤ - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ}؛ أي: على التعليم والتبليغ {مِنْ أَجْرٍ}؛ أي: جعلًا ومكافأة دنيوية، فإن ذلك تهمة لمن يبلغ عن الله تعالى {إِنْ أَجْرِيَ}؛ أي: ما ثوابي على التبليغ {إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ أي: مِن رَبِّ العالمين وخالقهم ومصلحهم، بل ليس متعلق الطلب إلا إياه تعالى.
١٦٥ - وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره .. وبّخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله، فقال:{أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} والاستفهام (١) فيه للإنكار والتوبيخ، وعبر عن الفاحشة بالإتيان، كما عبر به عن الحلال في قوله:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} والذكران جمع الذكر ضد الأنثى، و {مِنَ الْعَالَمِينَ} حال من فاعل {تأتون}، والمراد به الناكحون من الحيوان، فالمعنى عليه: أتأتون من بين من عداكم من العالمين الذكران وتجامعونهم وتعملون ما لا يشارككم فيه غيركم، يعني أنه منكر منكم ولا عذر لكم فيه، ويجوز أن يكون {مِنَ الْعَالَمِينَ} حالًا من {الذُّكْرَانَ}، والمراد به الناس، فالمعنى عليه: أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرة الإناث فيهم، كأنهم قد أعوزنكم؛ أي: أفقرنكم وأعدمنكم، روي أن هذا العمل الخبيث علمهم إياه إبليس اللعين.
والمعنى: أتجامعون أدبار الرجال من أولاد آدم مع كون النساء أليق بالاستمتاع
١٦٦ - {وَتَذَرُونَ}؛ أي: وتتركون {مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ}؛ أي: ما خلق ربكم لأجل استمتاعكم به حال كونه {مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} وحلائلكم. و {من} لبيان الجنس إن أريد بما جنس الإناث، وللتبعيض إن أريد به العضو المباح منهن، وهو القبل تعريضًا بأنهم كانوا يفعلون بنسائهم أيضًا، فتكون الآية دليلًا على حرمة أدبار الزوجات والمملوكات، وفي الحديث:"من أتى امرأة في دبرها فهو بريء مما أنزل على محمد، ولا ينظر الله إليه"، والمعنى؛ أي: وتتركون إناثًا أباحها لكم ربكم هي أزواجكم لأجل استمتاعكم، أو وتتركون فروجًا أحل لكم ربكم حال كونها بعض أزواجكم {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}؛ أي: معتدون مجاوزون الحلال إلى