١ - {الْقَارِعَةُ (١)} اتفقوا (١) على أن القارعة اسم من أسماء القيامة، كـ {الْحَاقَّةُ (١)}، {الطَّامَّةُ}، {الْغَاشِيَةِ}، {الصَّاخَّةُ}.
وسبب تسميتها بالقارعة: أن القارعة هي الصيحة التي يموت منها الخلائق، وهي الصيحة الأولى التي تموت منها الخلائق سوى إسرافيل، ثم يميته الله تعالى ثم يحييه فينفخ في الصور النفخة الثانية فيقومون. وقيل: القارعة هي التي تفزع الخلائق بالأهوال والأفزاع؛ أي: تؤثر فيهم على وجوه شتى، وذلك في السموات بالانشقاق والانفطار، وفي الشمس والقمر بالتكوير، في الكواكب بالانتثار، وفي الجبال بالدك والنسف، وفي الأرض. بالطي والتبديل، وهو قول الكلبي. وقيل: إنها تخوف أعداء الله بالعذاب والخزي، وهو قول مقاتل. قال بعض المحققين: وهذا أولى من قول الكلبي؛ لقوله تعالى:{وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} اهـ. وهي مبتدأ،
٢ - خبره جملة قوله: {مَا الْقَارِعَةُ (٢)} على أن {مَا} الاستفهامية مبتدأ والقارعة خبر عنها، أي القارعة؛ أي: شيء هي؟ هي شيء عجيب في الفخامة والفظاعة، فوضع الظاهر موضع المضمر تأكيدًا للتهويل من شأنها. والاستفهام هنا للتعجيب، وفيما سيأتي للإنكار، والمراد بالقارعة هنا: النفخة الثانية التي تقرع القلوب؛ أي: تفزعها بفنون الأفزاع والأهوال، وتخرج جميع الأجرام العلوية والسفلية من حال إلى حال كما مر آنفًا. والعرب تقول: قرعتهم القارعة، إذا وقع بهم أمر فظيع، قال الشاعر: