٨٠ - {وَأَمَّا الْغُلَامُ} الذي قتلته، وهر جيسور، وكان كافرًا .. {فَكَانَ أَبَوَاهُ} من عظماء تلك القرية، اسم أبيه كازبرا، واسم أمه سهوى، كما في "التعريف"{مُؤْمِنَيْنِ}؛ أي: مقرين بتوحيد الله تعالى {فَخَشِينَا}؛ أي: خفنا من {أَنْ يُرْهِقَهُمَا}؛ أي: يكلفهما {طُغْيَانًا}؛ أي: ضلالةً {وَكُفْرًا}؛ أي: إشراكًا بالله ويتبعان له لمحبتهما إياه، فيكفران بعد الإيمان، ويضلان بعد الهداية، وإنما خشي الخضر من ذلك لأن الله تعالى أعلمه بحال الولد، أنه طُبع؛ أي: خلق كافرًا
٨١ - {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا}؛ أي: أن يبدل الأبوين، ويعوضهما ويرزقهما ولدًا {خَيْرًا مِنْهُ}؛ أي: من المقتول {زَكَاةً}؛ أي: دينًا وصلاحًا وطهارةً من الذنوب والأخلاق الرديئة {وَأَقْرَبَ} منه {رُحْمًا}؛ أي: رحمةً وبرًا بوالديه.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أبدلهما الله تعالى جارية، تزوجها نبي من الأنبياء فولدت سبعين نبيًا.
قال مطرف: فرح به أبواه حين ولد، وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي .. لكان فيه هلاكهما، فليرض المرء بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن خير له من قضائه فيما يحب.
وفي الحديث "لا يقضي الله لمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له" وقال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
وخلاصة ذلك: أنا قد علمنا أنه لو أدرك وبلغ .. لدعا أبويه إلى الكفر فأجاباه ودخلا معه في دينه لفرط حبهما له، وإنما قال أولًا فأردت، وثانيًا فأردنا، وثالثًا فأراد ربك؛ لأن العرب تؤثر اختلاف الكلام على اتفاقه، مع تساوي المعاني؛ لأنه أعذب على الألسن، وأحسن موقعاً في الأسماع، ذكره في "زاد المسير" وقرأ ابن عباس (١): {وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين} وقرأ أبو سعيد الخدري والجحدري {فكان أبواه مؤمنان} فخرجه الزمخشري، وابن عطية، وأبو الفضلى الرازي، على أن في {كان} ضمير الشأن والجملة في