{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} هذا السؤال ليس للاستعلام؛ لأن محمدًا عالم بجميع الآيات التي أوتوها، فحينئذ لا يحتاج إلى جواب؛ لأن السؤال إذا كان لغير الاستعلام. لا يحتاج إلى الجواب.
{كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}{كَمْ} فيه للاستفهام التقريري، وضابطه هو حمل المخاطب على الإقرار بأمر علم عنده ثبوته، ولا ينافي التبكيت؛ لأن معنى التقرير: الحمل على الإقرار، وهو لا ينافي التقريع والتبكيت.
{مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}؛ أي: من بعد ما عرفها، أو تمكن من معرفتها، وإثبات المجيء للآيات فيه استعارة تصريحية تبعية.
فإن قلتَ: من المعلوم أن تبديل الآية لا يصح إلا بعد مجيئها، فَلِمَ صرح به، وما فائدة التصريح به؟
قلت: إنه ربما يوجد التبديل من غير خبرة بالمبدل، أو عن جهل به، فيعذر فاعله، وهؤلاء على خلاف ذلك، والفائدة في التصريح به: التقريع والتشنيع. ذكره في "الكشاف".
٢١٢ - {زُيِّنَ}. {وَيَسْخَرُونَ} من عطف الجملة الفعلية على الجملة الفعلية، لا من باب عطف الفعل وحده على فعل آخر، فيكون من عطف المفردات؛ لعدم اتحاد الزمان، وأتى بقوله:{زُيِّنَ} ماضيًا؛ للدلالة على أن ذلك قد وقع وفرغ فيه، وبقوله:{وَيَسْخَرُونَ} مضارعًا؛ للدلالة على التجدد والحدوث.