سورة البروج مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة الشمس، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: نزلت: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١)} بمكة. وآياتها: اثنتان وعشرون آية. وكلماتها: مئة وتسع كلمات. وحروفها: أربع مئة وخمسة وستون حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها من وجوه:
١ - اشتمالها على وعد المؤمنين، ووعيد الكافرين، مع التنويه بشأن القرآن وفخامته.
٢ - أنه ذكر في السورة السابقة أنه عليم بما يجمعون للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين من المكر والخداع، وإيذاء من أسلم بأنواع من الأذى، كالضرب، والقتل، والإلقاء في حمارة القيظ، وذكر هنا أن هذه شنشنة من تقدمهم من الأمم، فقد عذبوا المؤمنين بالنار، كما فعل أصحاب الأخدود، وفي هذه السورة عظة لقريش، وتثبيت من يعذَّبون من المؤمنين.
ومما ورد في فضائل هذه السورة:
ما أخرجه أحمد بسنده عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج، والسماء والطارق.
وما أخرجه الطيالسي وابن أبي شيبة في "المصنف" وأحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وحسنه، والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في "سننه" عن جابر بن سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء والطارق، والسماء ذات البروج.
وما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ سورة البروج .. أعطاه الله تعالى بعدد كل يوم جمعة وعرفة تكون في الدنيا عشر حسنات"، ولكنه لا أصل له.
وسميت سورة البروج: لذكر البروج فيها، وكلها محكمة لا ناسخ ولا منسوخ فيها.