للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التوبيخ والتهكم: ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا ...} الآيات، سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين قال: كان رجلان شريكان، خرح أحدهما إلى الشام، وبقي الآخر، فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - .. كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل، فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم، فترك تجارته، ثم أتى صاحبه، فقال: دلني عليه، وكان يقرأ بعض الكتب، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إلام تدعو فقال: إلى كذا وكذا، فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: وما علمك بذلك؟ فقال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم، فنزلت هذه الآية: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤)}، فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن الله قد أنزل تصديق ما قلت.

التفسير وأوجه القراءة

٣١ - ثمّ ذكر سبحانه طرفًا من قبائح الكفار، ونوعًا من أنواع كفرهم، فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ أي: كفار قريش، {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ} الذي ينزل على محمد {وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}؛ أي: ولا بما نزل قبله من الكتب القديمة الدالة على البعث، كالتوراة والإنجيل.

والمعني (٢): أي وقال قوم من مشركي العرب: لن نؤمن بهذا القرآن، ولا بالكتب التي سبقته، ولا بما اشتملت عليه من أمور الغيب التي تتصل بالآخرة من بعث وحساب وجزاء.

روي: أن كفار مكة سألوا أهل الكاتب عن وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروهم أنهم يجدون صفته في كتبهم، فأغضبهم ذلك، وقالوا ما قالوا.


(١) لباب النقول.
(٢) المراغي.