للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن مجاوزة الحد، فقال: {وَلا تُسْرِفُوا} وهذا النهي يتضمن أفراد الإسراف، فيدخل فيه الإسراف في أكل الثمرة حتى لا يبقى منها للزكاة، والإسراف في الصدقة بها حتى لا يبقي لنفسه ولا لعياله شيئا، وقيده أبو العالية وابن جريج بالصدقة بجميع المال، فيبقى هو وعياله كلا على الناس.

أسباب النزول

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ} إلى قوله: {وَما كانُوا مُهْتَدِينَ} أخرج (١) ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في هذه الآية أنها نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة.

قوله تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} أخرج ابن أبي شيبة (٢)، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن أبي العالية قال: ما كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة، ثم إنهم تباذروا وأسرفوا، فأنزل الله: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

وأخرج ابن جرير (٣) وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جد نخلا، فقال: لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته، فأطعم حتى أمسى، وليس له ثمرة، فأنزل الله: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: لو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبا في طاعة الله لم يكن إسرافا، ولو أنفقت صاعا في معصية الله كان إسرافا.

التفسير وأوجه القراءة

١٣٦ - {وَجَعَلُوا}؛ أي: وعين شركاء مكة وغيرهم {لِلَّهِ} سبحانه وتعالى: {مِمَّا ذَرَأَ}؛ أي: مما خلق الله سبحانه وتعالى وحده {مِنَ الْحَرْثِ}؛ أي: من حبوب الزرع وكذا من ثمار الأشجار {وَ} من نتاج {الْأَنْعامِ} وهي الإبل والبقر


(١) الشوكاني.
(٢) الشوكاني.
(٣) لباب النقول والشوكاني.