وأمية بن خلف، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦)} قال: محبةً في قلوب المؤمنين.
التفسير وأوجه القراءة
٧٣ - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ}؛ أي: على المشركين {آيَاتُنَا} القرآنية الناطقة بحسن حال المؤمنين، وسوء حال الكفرة حالة كونها {بَيِّنَاتٍ}؛ أي: مرتلاتِ الألفاظ، مبينات المعاني، واضحاتِ الإعجاز، وهي (١) حال مؤكدة، فإن آيات الله لا ينفك عنها الوضوح، {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ أي: الذين مردوا منهم على الكفر، ومرنوا على العناد، كنضر بن الحارث وأتباعه الفجرة {لِلَّذِينَ آمَنُوا}؛ أي: لفقراء المؤمنين الذين هم في خشونة عيش، ورثاثة ثياب، وضيق منزل، - واللام فيه للتبليغ - لأنهم شافهوا المؤمنين وخاطبوهم بقولهم:{أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ} منا ومنكم؛ أي: من المؤمنين والكافرين، كأنهم قالوا أينا {خَيْرٌ} وأحسن {مَقَامًا}؛ أي: منزلًا ومسكنًا، أنحن أم أنتم، وهو موضع الإقامة {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}؛ أي: مجلسًا ومجتمعًا؛ أي: أنحن أم أنتم، قال بعض المفسرين: الندي المجلسى الجامع لوجوه قومهم وأعوانهم وأنصارهم، وقرأ الجمهور {مَقَامًا} بفتح الميم وقرأ ابن كثير، وابن محيصن، وحميد، والجعفي، وأبو حاتم عن أبي عمرو: بضم الميم واحتمل الفتح والضم أن يكون مصدرًا، أو موضع قيام، أو إقامةٍ وانتصابه على التمييز.
والمعنى: أي وإذا تتلى على المشركين آياتنا واضحات الدلالة .. قالوا مفتخرين على المؤمنين، ومحتجين على صحة ما هم عليه من الباطل: أي الفريقين منا ومنكم أوسع عيشًا، وأنعم بالًا، وأفضل مسكنًا، وأحسن مجلسًا، وأجمع عددًا، أنحن أم أنتم؟ فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل وأولئك المستخفون المستترون في دار الأرقم ابن أبي الأرقم ونحوها من الدور على الحق، ونحو الآية قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا