للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويعقوب، لا بعضهم دون بعض، جعلناه صالحًا عاملاً بطاعة ربه، تاركًا لمعاصيه. وقيل: المراد بالصلاح هنا النبوة.

٣ - ٧٣ {وَجَعَلْنَاهُمْ}؛ أي: وجعلنا هؤلاء الأربعة {أَئِمَّةً}؛ أي: رؤساء يقتدى بهم، في الخيرات، وأعمال الطاعات {يَهْدُونَ}؛ أي: يدعون الناس إلى دين الله تعالى، {بِأَمْرِنَا} لهم بذلك، وإذننا لهم فيه؛ أي: بما أنزلنا عليهم من الوحي، حتى صاروا مكملين.

٤ - {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ}؛ أي: إلى هؤلاء الأربعة، فيما أوحينا {فِعْلَ الْخَيْرَاتِ}؛ أي: أن افعلوا الطاعات، واتركوا المحرمات، حتى صاروا كاملين، بانضمام العمل إلى العلم، بناء على أن التكاليف، يشترك فيها الأنبياء والأمم.

٥ - ٦ {وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} من (١) عطف الخاص على العام، دلالة على فضله، وحذفت تاء الإقامة المعوضة من إحدى الألفين، لقيام المضاف إليه مقامها، أي: وأوحينا إليهم أن أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وقد خصهما بالذكر من بين سائر العبادات؛ لأن الصلاة أشرف العبادات البدنية، والزكاة أفضل العبادات المالية، والمال شقيق الروح، ومجموع العبادتين تعظيم الخالق والشفقة على المخلوق.

وبعد أن بيّن صنوف نعمه عليهم، ذكر اشتغالهم بعبادته، فقال: {وَكَانُوا}؛ أي: وكان هؤلاء الأربعة {لَنَا} خاصة دون غيرنا {عَابِدِينَ}؛ أي: مطيعين فاعلين لما نأمرهم به، تاركين ما ننهاهم عنه، لا يخطر ببالهم غير عبادتنا، والعبادة غاية التذلل.

٧٤ - وبعد أن ذكر ما أنعم به على إبراهيم، أتبعه بذكر ما أنعم به على لوط، فقال:

١ - {وَلُوطًا} منصوب بمضمر يفسره قوله: {آتَيْنَاهُ}؛ أي: وآتينا لوطًا


(١) روح البيان.