وآله وسلم:"كيف قلت؟ " قال: أرأيت إن قتلت في سبيلى الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدَّين، فإن جبريل قال لي ذلك". أخرجه مسلم.
وعن محمَّد بن جحش رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرفع رأسه إلى السماء، ثم وضع يده على جبهته، ثم قال:"سبحان الله ماذا نزل من التشديد!! " فسكتنا وفزعنا، فلما كان من الغد .. سألته: يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال:"والذي نفسي بيده لو أن رجلًا قتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قُتل، ثم أحيي، وعليه دين .. ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه". أخرجه النسائي.
٢٨١ - {وَاتَّقُوا يَوْمًا}؛ أي: وخافوا عذاب يوم {تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}؛ أي: تردون فيه إلى حسابه لأعمالكم، وهو يوم القيامة، فتأهبوا لمصيركم إليه. {ثُمَّ تُوَفَّى} وتوفر فيه {كُلُّ نَفْسٍ} بَرّةٍ وفاجرةٍ جزاء {مَا كَسَبَتْ} وعملت من خير أو شر {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} في ذلك اليوم بنقص حسنة، أو زيادة سيئة، وفي هذه الآية وعيد شديد وزجر عظيم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هذه آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعاش بعدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا وعشرين يومًا. وقيل: تسع ليال. وقيل: سبعًا. ومات صلى الله عليه وآله وسلم لليلتين خلتا من ربيع الأول في يوم الاثنين سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وقرأ (١) يعقوب وأبو عمرو: {تَرجِعون} بفتح التاء الفوقية وكسر الجيم مبنيًّا للفاعل؛ أي: تصيرون فيه إلى الله. وقرأ باقي السبعة {تُرجَعون} مبنيًّا للمفعول؛ أي: تردون إلى الله. وقرأ الحسن شذوذًا:{يَرجِعون} بياء الغيبة مبنيًّا للمفعول على معنى: يرجع فيه جميع الناس، وهو من باب الالتفات. وقرأ أُبيّ شذوذًا أيضًا:{تردون} بضم التاء، حكاه عنه ابن عطية، وقال الزمخشري: وقرأ عبد الله