طيرا أسود، فنقلتهم إلى البحر، فألقتهم فيه. وقيل: إن الله تعالى أمر الريح، فأهالت عليهم الرمال، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام يسمع لهم أنين تحت الرمل، ثم أمر الريح، فكشفت عنهم الرمل، ثم احتملتهم، فرمت بهم في البحر. اه.
٧٣ - {وَ} لقد أرسلنا {إِلى ثَمُودَ} اسم قبيلة من العرب سموا باسم أبيهم الأكبر، وهو ثمود بن عامر بن سام بن نوح، وتسمى عادا الثانية {أَخاهُمْ} في النسب {صالِحًا}؛ لأنه صالح بن عبيد بن أسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن المذكور، فهو من فروعه، فليس من أنبياء بني إسرائيل، وكان بين صالح وهود مئة سنة، وعاش صالح مئتين وثمانين سنة.
وكانت (١) مساكن ثمود الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله، والمعنى: وأرسلنا إلى بني ثمود أخاهم صالحا؛ لأن ثمود قبيلة. قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود لقلة مائها، والثمد: الماء القليل.
{قالَ} صالح لثمود: {يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}؛ أي: أفردوا الله بالعبادة وحده {ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ}؛ أي: فليس لكم إله غيره تعالى يستحق منكم العبادة {قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ} ظاهرة ومعجزة واضحة كائنة {مِنْ رَبِّكُمْ} تدل على صدقي فيما أقول لكم، وأدعوكم إليه من توحيد الله سبحانه وتعالى، وإفراده بالعبادة دون ما سواه، وهي إخراج الناقة من الحجر الصلد.
وفي قوله:{مِنْ رَبِّكُمْ} إيماء إلى أنها ليست من فعله ولا مما ينالها كسبه، وهكذا سائر ما يؤيد الله به الرسل من خوارق العادات، وهذه المقالة كانت لهم بعد نصحهم وتذكيرهم بنعم الله، وتكذيبهم له كما جاء في سورة هود:{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها ...} إلى آخر الآيات، وجملة قوله:{هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ} حالة كونها {لَكُمْ آيَةً} على صدقي مشتملة على بيان البينة المذكورة أولا، وانتصاب {آيَةً} على الحال، والعامل فيها معنى الإشارة، وفي