للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة الدخان]

سورة الدخان مكية، قال القرطبي مكية بالاتفاق، إلا قوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} الآية.

وآياتها (١): سبع أو تسع وخمسون آية. وكلماتها: ثلاث مئة وست وأربعون كلمة. وحروفها: ألف وأربع مئة واحد وثلاثون حرفًا.

المناسبة: ومناسبتها لما قبلها من وجوه (٢):

١ - أنه تعالى حكى فيما قبلها قول رسوله - صلى الله عليه وسلم -: يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، وحكى في هذه عن أخيه موسى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢)}.

٢ - أنه تعالى ختم ما قبلها بالوعيد والتهديد، وافتتح هذه بالإنذار الشديد.

٣ - أنه تعالى قال فيما سلف: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ}، وحكى هنا عن موسى {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١)} وهو قريب من ذلك.

وقال أبو حيان: مناسبة هذه السورة لما قبلها (٣): أنه تعالى ذكر في أواخر ما قبلها: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٨٣)}، فذكر يومًا غير معين ولا موصوفًا، فبين في أوائل هذه السورة ذلك اليوم، بوصف وصفه، فقال: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)}، وأن العذاب هو ما يأتيهم من قبلك، ويحل بهم من الجدب والقحط، ويكون العذاب في الدنيا، وإن كان العذاب في الآخرة، فيكون {يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} يوم القيامة، انتهى.

تسميتها: سميت سورة الدخان؛ لأن الله تعالى جعله - أي: الدخان - آية لتخويف الكفار، حيث أصيبوا بالقحط والمجاعة، بسبب تكذيبهم للرسول - صلى الله عليه وسلم -،


(١) الخازن.
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.