٦٢ - {اللَّهُ} سبحانه وتعالى {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ومبدع كل مخلوق من خير وشر، وإيمان وكفر، لكن لا بالجبر، بل بمباشرة الكاسب لأسبابها.
قال في "التأويلات النجمية": دخل أفعال العباد وأكسابهم في هذه الجملة، ولا يدخل هو وكلامه فيها؛ لأن المخاطب لا يدخل تحت الخطاب، ولأنه تعالى يخلق الأشياء بكلامه، وهو كلمة {كن} الموجودة في الدنيا والآخرة، كائنًا ما كان، من غير فرق بين شيء وشيء.
{وَهُوَ} سبحانه {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} يتولى التصرف فيه كيفما يشاء؛ أي: الأشياء كلها موكولة إليه تعالى، فهو القائم بحفظها وتدبيرها من غير مشارك له، والوكيل (١): هو القائم على الأمر، الزعيم بإكماله، والله تعالى هو المستكفل بمصالح عباده، والكافي لهم في كل أمر، ومن عرف أنه الوكيل .. اكتفى به في كل أمره، فلم يدبر معه، ولم يعتمد إلا عليه.
وخاصية هذا الاسم: نفي الجوائح والمصائب، فمن خاف ريحًا أو صاعقة أو نحوهما فليكثر من ذكره، فإنه يصرف عنه، ويفتح له أبواب الخير والرزق.
والمعنى: أي وهو سبحانه القائم على كل الأشياء، يتولاها بحراسته وحفظه بحسب ما تقتضيه المصلحة، فهي محتاجة إليه في بقائها، كما هي محتاجة إليه في وجودها.
٦٣ - ثم فصل ذلك بعض التفصيل، فقال:{لَهُ} سبحانه وحده لا لغيره {مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} جمع مقليد، أو مقلاد، كما سيأتي. وهو المفتاح؛ أي: له تعالى وحده مفاتيح خزائن العالم العلوي والسفلي، لا يتمكن من التصرف فيها غيره؛ أي: هو حافظ الخزائن ومدبّرها ومالك مفاتيحها، فله التصرف في كل شيء مخزون فيها.
والخلاصة: هو القادر عليهما، والحافظ لهما.
وقال قتادة ومقاتل: له مفاتيح السموات والأرض، بالرزق والرحمة، وقال الكلبي: له خزائن السموات بالمطر، وخزائن الأرض بالنبات، وروي أنه سأل