للتحضيض، والتأكيد. ومعناه: إن ذلك ليس لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وإنما الله سبحانه وتعالى، هو الذي يقبل التوبة ويردها، فاقصدوه بها اهـ كرخي. والقصد به، تهييجهم إلى التوبة والصدقة.
{و} ألم يعلموا {أنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى، {هُوَ التَّوَّابُ} أي: هو الذي يقبل التوبة إثر التوبة من المذنبين، الذين ينيبون إلى ربهم، وأنه تعالى، هو {الرَّحِيمُ}، بالتائبين الذي يثيبهم على ما قدموا من عمل، ويمنعهم الخوف أن يصروا على ذنب، كما قال تعالى في وصف المتقين:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. وجاء في الحديث "ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة" رواه الترمذي. وهذه الجملة تأكيد لقوله:{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} وتبشير لهم بأن الله هو التواب الرحيم. وروى الشيخان،
عن أبي هريرة، أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما تصدق أحدكم بصدقة من كسب حلال طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله. والحديث تمثيل لحال الصدقة المقبولة عند الله تعالى. وفي مصحف (١) أبي وقراءة الحسن بخلاف عنه {أَلَمْ تَعْلَمُوا} بالتاء على الخطاب وهو إما خطاب للتائبين أو لجماعة من المؤمنين.
١٠٥ - {وَقُلِ} يا محمَّد لهؤلاء التائبين أو لجميع الناس، {اعْمَلُوا}، ما شئتم من الأعمال الحسنة والسيئة {فَسَيَرَى اللَّهُ} سبحانه وتعالى: {عَمَلَكُمْ} خيرًا كان أو شرًّا؛ أي: فسيرى الله سبحانه وتعالى أعمالكم المستقبلة ويعلمها خيرًا كانت أو شرًّا كما يرى أعمالكم الماضية ويعلمها فالاستقبال بالنظر إلى الأعمال وإلا فعلم الله حاصل لا استقبال فيه. وفيه ترغيب عظيم للمطيعين، ووعيد شديد للمذنبين، فكأنه قال اجتهدوا في العمل في المستقبل، فإن الله تعالى يرى أعمالكم