للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا وهذا الطواف سنة لا شيء بتركه.

والثاني: طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق، ويسمى أيضًا طواف الزيارة، وهو ركن لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأت به.

والثالث: طواف الوداع، لا رخصة لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر في أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعًا، فمن تركه فعليه دم، إلا المرأة الحائضة، فإنه يجوز لها ترك طواف الوداع، ثم إن الرمل يختص بطواف القدوم، ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع.

والمعنى: أي ثم ليزيلوا ما علق بهم من الأوساخ، فيحلقوا الشعر ويقلموا الأظفار ويأخذوا من الشوارب والعارضين، وليوفوا ما نذروه من أعمال البر، وليطوفوا طواف الإفاضة أو الوداع بالبيت العتيق، إذ هو أقدم بيت للعبادة في حياة البشر. وفي قراءة (١) أبي عمرو تحريك اللامات الثلاثة بالكسر، وفي قراءة ابن ذكوان بكسر اللامين الأخيرين، وفي قراءة الباقين بإسكان الكل.

٣٠ - وقوله: {ذَلِكَ} خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: أي: الأمر والشأن ذلك الذي ذكر من قوله: {وَإِذْ بَوَّأْنَا} إلى قوله: {بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} فإن هذه الآية مشتملة على الأحكام المأمور بها، والمنهي عنها، وهذا وأمثاله يطلق للفصل بين الكلامين، أو بين وجهي كلام واحد، أو مبتدأ خبره محذوف؛ أي: ذلك الأمر المذكور لازمٌ لكم، أو مفعول لمحذوف، أي: احفظوا ذلك {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ} أي: جميع تكاليف الله تعالى، من مناسك الحج وغيرها بالعمل بموجبه، جمع (٢) حرمة، وهي ما لا يحل هتكه، وهو خرق الستر عما وراءه؛ أي: يعظم أحكامه وفرائضه وسننه، وسائر ما لا يحل هتكه، كالكعبة الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام، بالعلم بوجوب مراعاتها والعمل بموجبه. {فَهُوَ}؛ أي: التعظيم المفهوم من يعظم {خَيْرٌ لَهُ} ثوابًا {عِنْدَ


(١) المراح.
(٢) روح البيان.