الملك وهو نهر الإسكندرية، ونهر طولون، ونهر دمياط، ونهر تنيس، وهو بوزن سكين بلدة بجزيرة من جزائر بحر الروم، قرب دمياط، ينسب إليها الثياب الفاخرة، كما في "القاموس"{تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}؛ أي: من تحت قصري، أو بأمري، والواو في قوله:{وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ} إما عاطفة لهذه الأنهار على ملك، فجملة {تَجْرِي} حال منها، أو {الواو} للحال، فـ {هذه} مبتدأ و {الأنهار} صفتها، و {تجري} خبر للمبتدأ.
قال في "خريدة العجائب": ليس في الدنيا نهر أطول من النيل؛ لأن مسيرته شهران في الإِسلام، وشهران في الكفر، وشهران في البرية، وأربعة أشهر في الخراب، ومخرجه أو بلاد جبل القمر، خلف خط الاستواء، وسمي جبل القمر؛ لأن القمر لا يطلع عليه أصلًا، لخروجه عن خط الاستواء، وميله عن نوره، وضوءه يخرج في بحر الظلمة؛ أي: البحر الأسود، ويدخل تحت جبل القمر، وليس في الدنيا نهر يشبه النيل إلا نهر مهران، وهو نهر السند، وقال الضحاك (١): أراد بالأنهار القوّاد والرؤساء والجبابرة، وأنهم تحت لوائه، وقيل: أراد بالأنهار الأموال، والأول أولى؛ لأن هذن التفسيرين يشبهان تفسير الباطنية، والهمزة في قوله:{أَفَلَا تُبْصِرُونَ} للاستفهام التوبيخي المضمن للإنكار، داخلة على محذوف، والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: أتتعامون فلا تبصرون عظمتي وقدرتي، وعجز موسى،
٥٢ - و {أم} في قوله: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ} منقطعة، تقدر ببل الإضرابية، وبهمزة الاستفهام التقريري؛ لأن غرضه حملهم على الإقرار بخيريته، كأنه قال إثر ما عدد أسباب فضله، ومبادىء خيريته، أَثَبَت عندكم واستقر لديكم، أنى أنا خير من هذا الذي هو مهين؛ أي: بل أنا خير {مِنْ هَذَا} الساحر {الَّذِي هُوَ مَهِينٌ}؛ أي: ضعيف، حقير، فقير، ذليل، لا قدر ولا ملك له، من المهانة، وهي الذلة {وَلَا يَكَادُ}؛ أي: لا يقرب {يُبِينُ} الكلام، ويوضحه ويبينه للكنة، ورتة في لسانه، فكيف يصلح للنبوة والرسالة، يريد أنه ليس معه من آيات الملك والسياسة، ما يعتضده ويتقوى به، كما قالت