للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كيد إبليس، فلا يؤثر فيه تزييني، وقرأ باقي السبعة والجمهور بكسرها، في كل القرآن؛ أي: إلا من أخلص العمل لله، ولم يشرك فيه غيره ولا رأى به؛ أي: الذين أخلصوا دينهم عن كل شائب يناقض التوحيد، قال أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى -: أعداؤك أربعة:

١ - الدنيا، وسلاحها لقاء الخلق وسجنها العزلة.

٢ - والشيطان، وسلاحه الشبع وسجنه الجوع.

٣ - والنفس، وسلاحها النوم وسجنها السهر.

٤ - والهوى، وسلاحه الكلام وسجنه الصمت.

٤١ - قال الله تعالى لإبليس: {هَذَا} الإخلاص الذي يكون في عبادي {صِرَاطٌ}؛ أي: طريق {عَلَيَّ} مراعاته وحفظه، لا سبيل لك عليه، وقيل: علي بمعنى إلى؛ أي: هذا الإخلاص طريق إليَّ؛ أي: يؤدي إلى كرامتي وثوابي {مُسْتَقِيمٌ}؛ أي: قويم لا عوج فيه. ولا انحراف، وقرأ الضحاك (١)، وإبراهيم، وابن سيرين، وأبو رجاء، ومجاهد، وقتادة، وقيس بن عباد، وحميد وعمرو بن ميمون، وعمارة ابن أبي حفصة، وأبو شرف مولى كندة، ويعقوب: {عَلَيُّ} بكسر السلام وبالرفع والتنوين على أنه صفة لـ {صِرَاطٌ}؛ أي: هذا الإخلاص طريق رفيع عالٍ، لارتفاع شأنه، مستقيم لا عوج فيه، وهذه القراءة على أن الإشارة إلى الإخلاص، فإيثار (٢) حرف الاستعلاء على حرف الانتهاء لتأكيد الاستقامة، والشهادة باستعلاء من ثبت عليه، فهو أدل على التمكين من الوصول، ومو تمثيل؛ إذ لا استعلاء لشيء على الله تعالى،

٤٢ - والإضافة في قوله: {إِنَّ عِبَادِي} إضافة تشريف؛ أي: إن عبادي المخلصين الذين ذكرتهم {لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ}؛ أي: على إغوائهم {سُلْطَانٌ}؛ أي: قدرة أصلًا؛ أي: لا تسلط لك عليهم، بإيقاعهم في ذنب يهلكون به، ولا يتوبون منه، فلا ينافي هذا ما وقع من آدم وحواء ونحوهما، فإنه ذنب مغفور، لوقوع التوبة عنه، وقيل المراد بعبادي


(١) روح البيان.
(٢) روح البيان.