للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة الإنسان]

سورة الإنسان وتسمى (١) سورة هل أتى، وسورة الأمشاج، وسورة الدهر. نزلت بعد سورة الرحمن. وقال مقاتل والكلبي: وهي مكية. وأخرج النحاس عن ابن عباس أنها نزلت بمكة، وأخرج ابن مروديه عن ابن الزبير مثله. وقيل: فيها مكيّ من قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣)} إلى آخر السورة، وما قبله مدنيٌ.

وآيها: إحدى وثلاثون آية. وكلماتها: مئتان وأربعون كلمة. وحروفها: ألف وأربعة وخمسون حرفًا.

ومناسبتها لما قبلها: أنه ذكر في السابقة الأهوال التي يلقاها الفجّار يوم القيامة، وذكر في هذه ما يلقاه الأبرار من النعيم المقيم في تلك الدار.

وقال أبو حيان: مناسبتها لما قبلها (٢) ظاهرة جدًّا لا تحتاج إلى شرح انتهى.

الناسخ والمنسوخ فيها: وقال محمد بن حزم في "الناسخ والمنسوخ": سورة الإنسان كلّها محكم إلّا آيتين:

إحداهما: قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (٢٤)} نسخت بآية السيف.

والآية الثانية: قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩)} نسخ التخيير بآية السيف.

سبب نزول هذه السورة: ما أخرجه الطبراني، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن عمر قال: جاء رجل من الحيشة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سل واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به، وعملت بما عملت به أني كائن معك في الجنة؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ثم قال:


(١) المراح.
(٢) المراغي.