للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولكم أجر، فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ...} الآية. فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب.

التفسير وأوجه القراءة

٣٥ - فأجاب الله سبحانه موسى إلى ما طلب من إرسال هارون معه، حيث {قَالَ} سبحانه {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ}؛ أي: سنقوي ظهرك {بِأَخِيكَ} هارون، ونعينك به على أمرك، فشد العضد كناية عن التقوية، والعضد (١) ما بين المرفق والكتف، وهي قوام اليد، وبشدتها تشتد؛ أي: سنقويك به, لأن الإنسان يقوى بأخيه، كقوة اليد بعضدها، وكان هارون يومئذٍ بمصر، ويقال في دعاء الخير: شد الله عضدك، وفي الشر: فت الله في عضدك.

وقرأ الجمهور {عَضُدَكَ} بفتح العين وضم الضاد، وقرأ زيد (٢) بن علي والحسن: {عُضُدك} بضمتين، وعن الحسن: بضم العين وإسكان الضاد، وعن بعضهم: بفتح العين وكسر الضاد، وقرأ عيسى بن عمر: بفتحهما، ويقال: فيه عضد بفتح العين وسكون الضاد، ولا أعلم أحدًا قرأ به.

{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا}؛ أي: حجة وبرهانًا، أو تسلطًا على فرعون وقومه، وغلبة عليهم؛ أي (٣): نجعل لكما غلبة بالحجة في الحال، وغلبة في المملكة في ثاني الحال، {فَلَا يَصِلُونَ}؛ أي: فلا يصل فرعون وقومه {إِلَيْكُمَا} بالقتل والأذى، ولا يقدرون على غلبتكما بالحجة.

{بِآيَاتِنَا}؛ أي: بسبب آياتنا التي تظهر على أيدكما، فالآية التي هي قلب العصا حية، تمنع من وصول ضرر فرعون وقومه إلى موسى وهارون عليهما السلام, لأنهم إذا علموا أنه متى ألقاها صارت حية عظيمة، وإن أراد إرسالها إليهم أهلكتهم .. زجرهم ذلك عن الإقدام عليهما بسوء، فصارت مانعة من وصولهم


(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراح.