وقرأ أشياخ عوف بن أبي جميلة {وازيانت} بنون مشددة، وألف ساكنة قبلها. قال ابن عطية وهي قراءة أبي عثمان النهدي. وقرأت فرق {وازاينت} والأصل وتزاينت فأدغم. وقرأ الحسن وقتادة {كأن لم يغن} بالياء على التذكير، فقيل: عائد على المضاف المحذوف، الذي هو الزرع، حذف وقامت هاء التأنيث مقامه في قوله:{قَادِرُونَ عَلَيْهَا} وفي قوله: {أتاها فجعلناها}. وقيل: عائد على الزخرف، والأولى عوده على الحصيد؛ أي: كأن لم يغن الحصيد. وكان مروان بن الحكم يقرأ على المنبر {كأن لم تتغن} بتائين مثل تتفعل. وفي مصحف أبي {كأن لم تغن بالأمس وما كنا لنهلكها إلا بذنوب أهلها} وفي "التحرير" نفصل الآيات، رواها عنه ابن عباس. وقيل: في مصحفه {وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها} وفي "التحرير". وكان أبو سلمة بن عبد الرحمن يقرأ في قراءة أبي {كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها} ولا يحسن أن يقرأ أحد بهذه القراءة؛ لأنها مخالفة لخط المصحف، الذي أجمع عليه الصحابة والتابعون، انتهى. {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}؛ أي: مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي نفصل في المستقبل. وقرأ أبو الدرداء {لقوم يتذكرون} بالذال بدل الفاء.
٢٥ - ولما ذكر الله سبحانه وتعالى صفة الدنيا، ورغب في الزهد فيها والتجنب لزخارفها .. رغب في الآخرة ونعيمها حيث قال:{اللَّهُ} سبحانه وتعالى {يَدْعُوا} عباده {إِلَى} الجنة {دَارِ السَّلَامِ} بدعائه إلى التوحيد والإيمان؛ أي: دار السلامة يسلم من دخلها من جميع الآفات الدنيوية كالموت والمرض والمصائب والحزن والغم والتعب والنكد، أو دار يسلم الله سبحانه وتعالى فيها على أهلها، أو دار تسلم الملائكة فيها على أهلها أو دار الله السلام؛ أي: دار الله الذي سلم من كل النقائص والعيوب، والإضافة فيه للتشريف أو إلى الجنة التي تسمى دار السلام؛ لأن دار السلام، اسم لإحدى الجنان السبع أحدها: دار