للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

علهم يهتدون بهديه، ويحتذون حذوه، ويتخلقون بمثل ما له من مناقب وفضائل منها:

١ - {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}؛ أي: وافي الوعد، فما وعد عدةً إلا وفي بها، حتى وعد أباه بالصبر على الذبح فقال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} فصدق في ذلك ووفى بما قال، وامتثل حتى جاءه الفداء، وصدق الوعد (١) من الصفات التي حث عليها الدين وشدد فيها، أيَّما تشديد، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢)} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث .. كذب، وإذا وعد .. أخلف، وإذا أؤتمن .. خان" وقد فقدت هذه الصفة من كثير من المسلمين، فلا تجد عالمًا ولا جاهلًا إلا وهو بمنأىً عنها, ولا سيما التجار والصناع والعمال.

٢ - {وَكَانَ} إسماعيل - عليه السلام - {رَسُولًا} إلى جرهم، الذين حلوا بمكة معه ومع أمه، وإلى العماليق، وإلى قبائل اليمن، بتبليغ شريعة إبراهيم، زمن أبيه إبراهيم - عليهما السلام - قال في "القاموس" جرهم كقنفذ حيٌّ من اليمن، تزوج فيهم إسماعيل اهـ. وقد استدل (٢) بقوله تعالى في إسماعيل {وَكَانَ رَسُولًا} على أن الرسول لا يجب أن يكون صاحب شريعة، فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته، وقيل إنه وصفه بالرسالة، لكون إبراهيم أرسله إلى جرهم، وكان إسماعيل {نَبِيًّا} يخبر عن الله تعالى، وكان على شريعة أبيه إبراهيم، فنبأ بها قومه، وأنذرهم وخوفهم، ولم يكن له كتابٌ أُنزل إليه بإجماع العلماء، وكذا لوط وإسحاق، ويعقوب، ومن هذا يعلم أن الرسول لا يجب أن ينزل عليه كتاب مستقل.

٣ - ٥٥ وكان إسماعيل {يَأْمُرُ أَهْلَهُ} الخاص (٣): وهو من اتصل به بجهة الزوجية والولادة، والعام: وهو من اتصل به بجهة الدعوة، وهم قومه، ويجوز أن يرجح الأول؛ لأن الأهم أن يقبل الرجل بالتكميل على نفسه، وعلى من هو


(١) المراغي.
(٢) الشوكاني.
(٣) روح البيان.