فعلى العبد قبول الحق بعد ظهوره، والمشي خلف النصح بعد إضاءة نوره، فإن المصير إلى الله تعالى، والدنيا دار عبور، وإن الحضور في الآخرة، والدنيا دار التفرق والفتور، فلا بد من التهيُّؤ للموت، قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى لرجل في الطواف: اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين، حتى تجوز ست عقبات:
أولاها: تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدة.
والثانية: تغلق باب العز، وتفتح باب الذل.
والثالثة: تغلق باب الراحة، وتفتح باب الجهد.
والرابعة: تغلق باب النوم، وتفتح باب السهر.
والخامسة: تغلق باب الغنى، وتفتح باب الفقر.
والسادسة: تغلق باب الأمل، وتفتح باب الاستعداد للموت، وأنشدوا:
١٦ - {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ} ويخاصمون ويجادلون {فِي اللَّهِ} وينازعون نبيه - صلى الله عليه وسلم -، في دين الله تعالى {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ}؛ أي: من بعد ما استجاب الناس له، ودخلوا فيه لظهور حجته، ووضوح محجته، والتعبير (١) عن ذلك بالاستجابة باعتبار دعوتهم إليه والضمير في {لَهُ} راجع إلى الله، وقيل: راجع إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، والأول أولى كما عرفت.
وفيه إشارة إلى أنهم استجابوا له تعالى يوم الميثاق بقولهم: بلى حين قال