للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{حُكْمًا}؛ أي: فصلًا بين الخصوم في القضاء؛ أي: حسنه.

٢ - {وَعِلْمًا} بأمر دينه وما يجب عليه لله من واجب الطاعة والإخبات له؛ أي: علما نافعًا، يتعلق بأمور الدين، وقواعد الشرع والملة.

٣ - {وَنَجَّيْنَاهُ}؛ أي: ونجينا لوطا {مِنَ الْقَرْيَةِ}؛ أي: من عذاب أهل قرية سدوم، أعظم القرى المؤتفكة؛ أي: المجعول عاليها سافلها، وهي سبع كما سبق {الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ}؛ أي: التي كان أهلها يعملون الأعمال الخبائث، والرذائل الدنيئة (١): من اللواط ورمى المارّة بالبندق، واللعب بالطيور، والتضارط في أنديتهم، وغير ذلك؛ أي: ونجيناه من عذابنا الذي أحللناه بأهل تلك القرية التي كانت تعمل خبائث الأعمال التي من أشنعها إتيان البيوت من غير أبوابها. ثم بيّن السبب الذي دعاهم إلى ذلك فقال: {إِنَّهُمْ}؛ أي: أهل تلك القرية {كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ}؛ أي: قومًا أصحاب عمل سيء {فَاسِقِينَ}؛ أي: خارجين عن طاعتنا، منهمكين في الكفر والمعاصي، متوغلين في ذلك؛ أي: إن الذي حملهم على ذلك، وجرّأهم على ارتكابه، أنهم كانوا خارجين عن طاعة الله، منتهكين حرماته، قد دسوا أنفسهم بقبيح الأفعال والأقوال، فلا عجب إذا هم لجّوا في طغيانهم يعمهون. وفي (٢) الآية إشارة إلى أن النجاة من الجليس السوء من المواهب، والاقتران معه من الخذلان.

٤ - ٧٥ {وَأَدْخَلْنَاهُ}؛ أي: أدخلنا لوطا {فِي رَحْمَتِنَا}؛ أي: في أهل رحمتنا بإنجائه من القوم المذكورين، أو في أهل رحمتنا الخاصة، وهي النبوة، أو وجعلناه في جملة من يستحقون رحمتنا ولطفنا، بإدخاله جنتنا، كما جاء في الحديث الصحيح: "قال الله، عز وجل للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي". ثمَّ ذكر علة هذا بقوله: {إِنَّهُ}؛ أي: إن لوطًا كان {من عبادنا الصالحين} الذين سبقت لهم منا الحسنى، إذ كان ممن يعملون بطاعتنا، فيأتمرون بأمرنا وينتهون عن نهينا.


(١) المراح.
(٢) روح البيان.