١ - اجتهادهم في صالح الأعمال التي تغسل أدران النفاق، بأن يلتزموا الصدق في القول والعمل، مع الأمانة والوفاء بالوعد، ويخلصوا النصح لله ورسوله، ويقيموا الصلاة مع الخشوع والخضوع، ومراقبة الله في السر والعلن.
٢ - اعتصامهم باللهِ، بأن يكون غرضهم من التوبة وصلاح العمل مرضاة الله مع التمسك بكتابه، والتخلق بآدابه، والاعتبار بمواعظه، والرجاء في وعده، والخوف من وعيده، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، كما قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (١٧٥)}.
٣ - إخلاصهم لله بأن يدعوه وحده، ولا يدعوا من دونه أحدًا لكشف ضر، ولا لجلب نفع، بل يكون كل ما يتعلق بالدين والعبادة خالصًا له وحده، كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} وكما جاء في قوله: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ} سبحانه وتعالى ويعطي {الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} وثوابا جزيلًا في الآخرة، ودرجات عالية في الجنة، لا يقدر قدره، كما قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)}.
فائدة: وحذفت (١) الياء من {يُؤْتِ} في الخط مع عدم الجازم كما حذفت في اللفظ لسكونها وسكون اللام بعدها، ومثله:{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} و {سَنَدْعُ اَلزَبَايَةَ (١٨)} و {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} ونحوها، فإن الحذف في الجميع لالتقاء الساكنين، والقراء يقفون عليه دون ياء اتباعًا للخط الكريم، إلا يعقوب: فإنه يقف بالياء نظرًا إلى الأصل، وروي ذلك عن الكسائي وحمزة.
١٤٧ - ثم بين أن تعذيبهم إنما كان لكفرهم بأنعم الله عليهم فقال:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} والاستفهام فيه إنكاري، بمعنى النفي؛ أي: لا يعذبكم إن حصل منكم الشكر والإيمان, والمعنى: أي منفعة له في عذابكم إن