العرب تعطف بالواو على السبعة، ومنه قوله تعالى:{وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} وقيل: غير ذلك.
٩ - {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ} سبحانه وتعالى أي لتكاليف الله المتعلقة بالعبادات وبالمعاملات؛ أي: الحافظون لشرائعه وأحكامه التي بين فيها ما يجب على المؤمنين اتباعه، وما يحظر عليهم فعله منها، وكذا ما يجب على أئمة المسلمين، وأولي الأمور منهم إقامته وتنفيذه بالعمل في أفراد المسلمين وجماعتهم، إذا أخلوا بما يجب عليهم حفظه منها. ثم ذكر جزاءهم على ذلك فقال:{وَبَشِّرِ} يا محمَّد {الْمُؤْمِنِينَ} المتصفين بهذه الصفات السابقة بخيري الدنيا والآخرة.
وخصت تلك الخلال بالذكر؛ لأن بها تكون المحافظة على حدود الله.
١١٣ - {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ}؛ أي: ما جاز لمحمد، - صلى الله عليه وسلم -، {و} لا لـ {لذين آمنوا} بالله ورسوله {أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا}؛ أي: ولو كان أولئك المشركون {أُولِي قُرْبَى}؛ أي: أصحاب قرابة للنبي والمؤمنين؛ أي: ما كان من شأن النبي، ولا مما ينبغي أن يصدر منه من حيث هو نبي، ولا من شأن المؤمنين، ولا مما يجوز أن يقع منهم أن يدعوا الله طالبين منه المغفرة للمشركين، ولو كان لهم حق البر وصلة الرحم، وكانت عاطفة القرابة تقتضي الحدب والإشفاق عليهم. وقوله:{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ} وظهر {لَهُمْ} بالدليل {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}؛ أي أهل النار بأن ماتوا على الكفر، أو بأن نزل وحي يسجل عليهم ذلك، كإخباره تعالى عن بعض الجاحدين المعاندين بنحو قوله:{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} .. متعلق بالنفي أو بالاستغفار المنفي. وأما قبل الموت فيفصل، فإن أريد بطلب المغفرة للكافر، هدايته للإسلام .. جاز الاستغفار له وإن أريد به أن تغفر ذنوبه مع بقائه على الكفر .. لم يجز. فمفهوم قوله:{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ} إلخ، فيه تفصيل، اهـ "فتوحات" ومعنى الآية: ما كان ينبغي للنبي، والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وليس لهم ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يغفر للمشركين، ولا يجوز أن يطلب منه ما لا يفعله. ففيه النهي عن الاستغفار