فخرجت من أصلها شيطانة ناشرة شعرها، واضعة يدها على رأسها، وهي تولول؛ أي: تقول: يا ويلاه، فجعل خالد يضربها بالسيف، حتى قتلها، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: تلك لن تعبد أبدًا. وفي "القاموس": العزى: صنم أو سمرة، عبدتها غطفان، أول من اتخذها ظالم بن أسعد الغطفاني فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، بني عليها بيتًا، وسماه بسا، وكانوا يسمعون فيها الصوت، فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد، فهدم البيت، وأحرق السمرة، انتهى. وقيل: هي صنم لغطفان، وضعها لهم أسعد بن ظالم الغطفاني.
وقيل: إنه قدم مكة، فرأى الصفا والمروة، ورأى أهل مكة يطوفون بينهما، فرجع إلى بطن نخلة، فقال لقومه: إن لأهل مكة الصفا والمروة وليستا لكم، ولهم إله يعبدونه وليس لكم. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: أنا أصنع لكم كذلك، فأخذ حجرًا من الصفا، وحجرًا من المروة، ونقلهما إلى نخلة، فوضع الذي أخذ من الصفا، فقال: هذا الصفا، ثم وضع الذي أخذ من المروة، وقال: هذه المروة، ثم أخذ ثلاثة أحجار، وأسندها إلى شجرة، وقال: هذا ربكم، فجعلوا يطوفون بين الحجرين، ويعبدون الحجارة الثلاث، حتى افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، وأمر برفع الحجارة، وأمر خالد بن الوليد بالعزى، فقطعها. وقيل: هي بيت بالطائف، كان تعبده ثقيف.
٢٠ - وأما مناة فصخرة لهذيل وخزاعة، يعبدها أهل مكة. سمّيت مناة لأنّ دماء المناسك تمنى عندها؛ أي: تراق، ومنه: مني. وقالت عائشة رضي الله عنها: في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانت حذ وقديد. وقيل: هي بيت بالمشلل، كانت بنو كعب تعبده. وفي "إنسان العيون": مناة صنم، كان للأوس والخزرج، أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه في عشرين فارسًا إلى مناة ليهدم محلها، فلما وصلوا إلى ذلك الصنم قال السادن لسعد: ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد إلى ذلك الصنم، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء. ثائرة الرأس، تدعو بالويل، فضرب صدرها، فقال لها السادن: مناة دونك بعض عصاتك، فضربها سعد، فقتلها، وهدم محلها، انتهى.