عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ قومًا أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا، فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم؟ فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} هكذا رواه، وإسناده جيد.
التفسير وأوجه القراءة
٨١ - {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} قرأ جمهور السبعة: {لَمَا} بفتح اللام وتخفيف الميم، وعلى هذه القراءة يُقرأ:{أتيناكم} بنون العظمة، وهي قراءة نافع وجعفر، ويُقرأ {أتيتكم} بالإفراد، وهو الموافق لما قبله وما بعده؛ لأنَّه تقدم قبله {إذ أخذ الله} وجاء بعده: {إصْرِي}؛ وهي قراءة الباقين من العشرة، وعلى هذه القراءة، أعني قراءة الجمهور بفتح اللام وتخفيف الميم، فاللام للابتداء وتوكيد معنى القسم الذي في أخذ الميثاق، و {ما} شرطية منصوبة على المفعولية بالفعل المذكور بعدها، {وأتيتكم}: فعل شرط لها، وقوله:{ثُمَّ جَاءَكُمْ} معطوف على فعل الشرط وقوله: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ}: جواب القسم ودال على جواب الشرط.
والمعنى على هذه القراءة: واذكر يا محمَّد لأهل الكتاب قصة إذ جعل الله سبحانه وتعالى العهد المؤكد باليمين على جميع النبيين المرسلين في عالم الذرة، أوفى كتبهم بقوله لمهما أعطيتكم به من كتاب منزل، أو حكمة وعلم نافع {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} من عندي، وهو محمَّد - صلى الله عليه وسلم - {مُصَدِّقٌ}؛ أي: موافق وصفه {لِمَا مَعَكُمْ}؛ أي: لوصفه المذكور في الكتاب الذي معكم من التوراة والإنجيل {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ}؛ أي: لتصدقن أنتم وأممكم برسالته {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} على أعدائه، قال ابن عباس: ما بعث الله نبيًّا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بعث الله محمدًا وهو حيٌّ ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته.
وقيل: إنَّ {ما} موصولة مبتدأ، وصلتها {آتَيْتُكُمْ}، والعائد محذوف تقديره أتيتكموه، و {ثُمَّ جَاءَكُمْ} معطوف على الصلة، فهو صلة العائد منه قيل: مقدر؛ أي: جاءكم به، وقيل: الربط حاصل بإعادة الموصول بمعناه في