ضلالتهما، فأحيا الله تعالى عمر بالإسلام وأعزه، وأقر أبا جهل في ضلالته وموته، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فقال:«اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب».
قوله تعالى:{وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ...} الآية، سبب نزولها على ما قيل: أن (١) الوليد بن المغيرة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لو كانت النبوة حقا لكنت أنا أولى بها منك؛ لأني أكبر منك سنا وأكثر منك مالا، فأنزل الله هذه الآية. وقال مقاتل: نزلت في أبي جهل، وذلك أنه قال زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا نحن وهم كفرسي رهان .. قالوا: منا نبي يوحى إليه، والله لا نؤمن به ولا نتبعه أبدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه، فأنزل الله هذه الآية.
التفسير وأوجه القراءة
١٢٢ - والهمزة في قوله:{أَوَمَنْ كانَ مَيْتًا} للاستفهام الإنكاري داخلة على جملة إسمية محذوفة، والواو عاطفة ما بعدها على تلك المحذوفة، والتقدير: أأنتم أيها المؤمنون كأولئك الشياطين أو كأوليائهم الذين يجادلونكم بما يوحون إليهم من زخرف القول الذي غروهم به، ومن كان ميتا؛ أي: ضالا كافرا {فَأَحْيَيْناهُ}؛ أي: فهديناه {وَجَعَلْنا لَهُ نُورًا}؛ أي: دينا وإيمانا {يَمْشِي بِهِ} آمنا {فِي النَّاسِ} من جهتهم {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ}؛ أي: كمن هو في ظلمات الكفر والضلال {لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها}؛ أي: ليس بمؤمن أبدا؛ أي: لا يستويان؛ أي: لا يستوي المؤمن والكافر، فلفظة المثل زائدة كما أشرنا إليه في الحل؛ لأن المثل معناه الصفة، والمستقر في الظلمات ذواتهم لا صفاتهم، كما زيدت في قوله تعالى:{فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ}: وفي قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}: ويحتمل كونها أصلية.
والمعنى عليه: أيستوي المؤمن والكافر ومن كان ميتا بالكفر والجهل، فأحييناه بالإيمان وجعلنا له نورا يمشي به في الناس على بصيرة من أمر دينه