الفرائض، روى البخاريّ عن ابن عباس قال:"أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسبَّح في أدبار الصلوات كلّها؛ يعني؛ قوله:{وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} وفي حديث مسلم: تحديد التسبيح بثلاث وثلاثين، والتحميد بثلاث وثلاثين، والتكبير بثلاث وثلاثين، وتمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، دبر كل صلاةٍ".
٤١ - {وَاسْتَمِعْ} أيها الرسول، أو أيها المخاطب ما أقول لك، وما أخبرك به في شأنّ أهوال يوم القيامة، فمفعول {اسْتَمِعْ}: محذوف، والوقف على {اسْتَمِعْ}. وفي حذف المفعول تهويل وتفظيع المخبر به، و {يَوْمَ} أول كلام مستأنف، عامله: محذوف، تقديره: يعلم المشركون عاقبة كفرهم وتكذيبهم، أو يخرجون من قبورهم.
{يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} بالحشر، وهو إسرافيل يقف على صخرة بيت المقدس، فينادي بالحشر، والمراد بندائه: نفخه في الصور، سمّي نداء من حيث إنه جعله علمًا للخروج وللحشر، وإنما (١) يقع ذلك النداء كأذان المؤذن، وعلامات الرحيل في العساكر، وقيل: هو النداء حقيقةً، فيقف على صخرة بيت المقدس، ويضع أصبعه في أذنيه، وينادي: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، واللحوم المتمزِّقة، والشعور المتفرقة، إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء، وقيل: المنادي جبريل، والنافخ إسرافيل، قال الشهاب الخفاجي: وهو الأصح، كما دلت عليه الآثار.
{مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} إلى السماء، وهو صخرة بيت المقدس، فإنَّ بيت المقدس أقرب من جميع الأرض إلى السماء باثني عشر ميلًا، أو ثمانية عشر ميلًا، وهو وسط الأرض، كما قاله علي رضي الله عنه ولا يصح ذلك إلا بوحي، أو من مكان قريب يصل نداؤه إلى الكل على سواء، وفي "كشف الأسرار": سمي قريبًا؛ لأنّ كل إنسان يسمعه من طرف أذنه، وقيل: من تحت أقدامهم، وقيل: